الخطوة الثانية: أعد النسبة:
النقطة الرئيسية في علاج السلوك الذاتي لعلاج مرض الوسواس القهري يمكن أن نجمله في كلمة واحدة” لست انا السبب. إنه الوسواس القهري” هذا هو نداءنا في هذه الحرب؛ هذه ذكرى أن وساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري ليست لها معنى؛
وأنها ليست سوى إشارات زائفة في المخ؛ علاج السلوك الذاتي ؛ علاج السلوك الذاتي يعطيك فهما أعمق لهذه الحقيقة؛ أنت تعمل للحصول على الفهم العميق الذي يفسر لك السبب في أن نفسك تلح عليك للتأكد من قفل الباب أو السبب في هذه الوساس:” أن يداي وسختان” تكون بهذه القوة وبهذه الهيمنة ؛ إذا كنت تعلم أن الفكرة غير منطقية لماذا إذن تستجيب لها؟ أن نفهم لماذا هذه الفكرة قوية ولماذا هذه الفكرة لا تذهب هو المفتاح لتقوية إرادتك في مصارعة الإلحاح للغسل أو التأكد؛ الهدف هو إعادة نسبة شدة الوسواس والإلحاح إلى مصدرها الحقيقي؛ وايضا المعرفة أن الشعور والانزعاج سببه اضطراب كيمياحيوي في المخ؛ وإنه مرض الوسواس القهري ؛ وإنها حالة مرضية . فهمها على حقيقتها هي الخطوة الأولى للوصول إلى فهم أعمق بأن هذه الأعراض ليست كما تبدو. ستتعلم أن لاتاخدها مأخدا جديا.
في داخل الدماغ توجد تركيبة تسمى caudate Nucleus كوديت نيكليوس. درس العلماء حول العالم هذه التركيبة ؛ وهم يؤمنون ان caudate N ucleus كوديت نيكليوس لا تعمل بصورة صحيحة في الذين اصابهم مرض الوسواس القهري؛ تستطيع ان تتخيل ال caudate Nucleus كوديت نيكليوس على أنها مركز العمليات او محطة مصفاة للرسائل المعقدة والمنتجة من الجزء الأمامي من المخ؛ وقد يكون هذا الجزء من المخ المسؤول عن التفكير والتخطيط والفهم . هذا الجزء ال caudate N ucleus مع التركبة الأخت putamone البيوتايمون والتي تاتي بجانبها- يعملان كما يعمل الغيار الاوتوماتيكي في السيارة؛ هذان التركيبتان معا تسميان ال striatom ستراتيوم؛ وهما ياخذان الرسالات من الجهات المعقدة من المخ- والتي تتحكم بحركات الجسم من الاحساس والتفكير والتخطيط – ياخذان الرسالات التي تنطوي على هذه الحركات والاحاسيس. هاتان التركيبتان تعملان بتوافق كما في الغيار الاوتوماتيكي وهما يؤكدان على الحصول تغيير انسيابي من سلوك الى أخر.
عادة عدة يقرر أحدنا ان يقوم بحركة تصفى الحركات المتطفلة والاحاسيس الدخلية وبشكل أوتوماتيكي.
وذلك حتى تنجز الحركات المطلوبة بشكل سريع وفعال . بهذه الحالة يكون هناك انتقال سريع وانسيابي للغيارات .نحن نقوم بالكثير من هذه التغييرات السلوكية السريعة بانسيابية وسهولة في الأيام العادية. وتنجز هذه السلوكيات من غير اي حاجة للتدبر فيها؛ ويعود سبب هذه العملية هو التركبيان caudate Nucleusو putamone؛
ولكن في حال مرض الوسواس القهري يبدو ان سبب المشكلة هو أن التغييرات الانسابية في الأفكار والسلوكيات تقاطع بسبب خلافي ال caudate Nucleus ؛ ونتيجة لهذا الخلل تصبح مقدمة المخ نشيطة زيادة عن الحد وتستخدم الطاقة بشكل مفرط ؛ نمثل هذا الوضع بسيارة وقعت في حفرة ترابية ؛ السيارة تدير وتدير وتدير عجلاتها ولكن لا يمكنها الخروج من هذه الحفرة من غير انجرار ؛ في مرض الوسواس القهري؛ الكثير من الطاقة تستخدم في مقدمة المخ – المنطقة المسماة بال orbital cortex اوربتال كورتيكس؛
وكأن ال orbital cortex أوربتال كورتيكس له دائرة كشف الأخطاء وتبدو وكأنها لا تقدر على تبديل الغيار. وهذا ما يجعل المصابين بمرض الوسواس القهري يشعرون أن: ” هناك خطأ.” ويضل هذا الشعور عالقا؛ فلا بد لك العمل على تبديل هذا الغيار أو نقل الغيار.
إعتبر غيار يدوي يعلق؛ لا بد له أو لها أن تبدل الغيار وهذا يتطلب الجهد الكبير لأن الدماغ يتجه إلى العلق في الغيار؛ ولكن ليس كما في حال غيار السيارة المصنوع من الحديد والذي لا يمكن له تصليح نفسه فإن المصابين بمرض الوسواس القهري يمكنهم تعليم انفسهم كيف يبدلون الغيار من خلال العلاج السلوكي الذاتي؛ ومن خلال هذه الممارسة بإمكانهم أن يصلحوا عملية نقل الغيار المكسورة؛ نحن نعلم الآن أنك بإمكانك تصليح الخلل الكيميا حيوي الموجود بداخل دماغك. النقطة الرئيسية في إعادة النسبة هي أن تدرك أن التطفل والشدة الملوعان لأفكار مرض الوسواس القهري سببها حالة مرضية. سبب الاختلال في كيميا حيوية المخ تصبح هذه الأفكار والاحاحات شديدة التطفل؛ هذا هو السبب في أنها لا تغادر ؛ بإمكانك تغيير الخلل في كيميا حيوية المخ عند اتباعك لأسلوب الأربع خطوات ؛ هذا قد يتطلب منك العمل الجاد لأسابيع أو لأشهر ،وفي الوقت الحالي فهم الدور الذي يلعبه المخ في مرض الوسواس القهري من وساوس والحاحات سيساعد على تجنب واحدة من أكثر الأمور إضرار وتحطيما للمعنويات والتي يقوم بها المصابين بالمرض. وهو المحاولة المحبطة للتخلص من الأفكار والالحاحات .ليس بإمكانك أن التخلص منها بشكل سريع؛ ولكن تذكر أن لا تستجيب لهذه الأفكار بقيامك بما تطلب ؛ لا تاخدها ماخد الجد ؛ لا تستمع إليها انت تعلم ماهي؛انها أفكار زائفة من المخ سببها حالة مرضية تسمى الوسواس القهري؛ أستخدم هذه المعلومة لتجنب العمل بما تطلبه منك .
اكثر الأمور فاعلية والتي بإمكانك القيام بها والتي ستغير دماغك للأفضل في المدى الطويل هي تعلم كيفية وضع هذه الأفكار والمشاعر على جنب وإكمال طريقك الى السلوك التالي؛
هذا ما نعنيه بتبديل الغيار؛ قم بسلوك أخر. محاولتك لأن تجعل الأفكار تذهب سيراكم عليك توترا بعد. توترا ؛ والتوتر يجعل من مرض الوسواس القهري اسوء حالا؛ استخدم طريقة إعادة النسبة سيساعدك على تجنب القيام بالطقوس للمحاولة العميقة للحصول على الشعور الصحيح ؛ على سبيل المثال الشعور بالعدل أو الكمال؛ عند المعرفة أن الإلحاح للحصول على ذلك الشعور الصحيح سببه هو اختلال كيميا حيوي في المخ بإمكانك أن تتجاهل الإلحاح والاستمرار ؛ تذكر” لست أنا السبب؛ إنه مرض الوسواس القهري؛”
بامكانك تغيير دماغك وجعل الشعور مخففا إذا رفضت الاستماع الى الأفكار أو العمل على تنفيذها. إذا صدقت الالحاحات وبدأت بتنفيذها ربما ستحصل على راحة لحظية؛ ولكن في وقت قصيرا جدآ سيزداد الإلحاح حدة؛ هذا قد يكون اهم درس يجب أن يتعلمه المصابين بمرض الوسواس القهري؛ وهذا سيساعدك على تفادي أن تكون المخدوع الذي يأخذ طعم مرض الوسواس القهري في كل مرة.
خطوتا إعادة التسمية وإعادة النسبة عادة يعمل بهما في نفس الوقت وذلك حتى نحصل على فهم أعمق لما يحدث حقيقة عندما يسبب لك مرض الوسواس القهري الالم الشديد أعد تسميته أو سمها باسمها الحقيقي على أنه إلحاح أو اضطرار وأدرك ذلك بوعي تام؛ وابتعد عن الفهم السطحي مرض الوسواس القهري ؛ واحصل على فهم أعمق بأن هذه الوساوس والألحاحات ليست إلا وقوع في حالة مرضية .
د.عبدو حسين عبدالكريم
طبيب استشاري في الطب النفسي المرضي
Discussion about this post