علم النفس المرضي
الجزء العاشر
تكملة:
بالنسبة للأفكار الشاذة؛ من الممكن تتحول قاعدة ال 15 دقيقة إلى قاعدة الدقيقة الواحدة؛ أو حتى قاعدة ال 15 ثانية؛ لا داعي للتدقيق في الفكرة حتى لو أنها تبقى في ذهنك؛ بإمكانك أن تكمل الطريق؛ في الحقيقة لا بد لك من إنتقال للفكرة التي تليها والسلوك الذي يليه ؛ بهذا تكون خطوة إعادة التركيز وكأنها فن قتالي؛ الوسواس والإلحاح شيئان قويان ولكنهما في الحقيقة غبيتان؛ إذا جابهتهما وجها لوجه واصطدمت بكامل قوتيهما محاولا أن تطردهما من ذهنك ستتغلبان عليك في كل مرة ؛ لا بد لك من أن تتنحى جانبا للعمل من حوالهما ثم تنطلق للسلوك التالي؛ أنت تتعلم كيف تجعل ذكائك قريباً منك في مقابل عدو قوي؛ والدرس هنا يتعدى التغلب على مرض الوسواس القهري؛ فبإتخذاك زمام الأمر في تصرفاتك ستأخذ زمام أمر عقلك وكذلك ستأخذ زمام حياتك.
النهاية: هيه كلمة الأهداف لكل مصاب بمرض الوسواس القهري :” نحن المصابين بمرض الوسواس القهري؛ لا بد لنا أن نتعلم كيف ندرب عقولنا لآ لنأخذ المشاعر المتطفلة مأخذ الجد لابد أن نتعلم أن هذه المشاعر تخدعنا؛ سنقوم بتغيير إستجابتنا للمشاعر هذه وسنقومهما بشكل تدريجي ومعتدل ؛
وبهذا سنحصل على نظرات جديدة في الحقيقة ؛ وسنتعلم أنه حتى المشاعر الملحة ستكون انتقالية وليست لها دوام إنها ستبدأ بالتقلص لو لم نستجيب لها؛ وبالطبع إننا دائما نتذكر أن هذه المشاعر تزداد حدة وتغمرنا لما نستسلم لها؛ لابد أن نعرف الوساوس هذه على حقيقتها ثم تقاومها ؛ في طريقنا أثناء العمل على الخطوات الأربع للعلاج السلوكي الذاتي
نحن نضع القواعد لفرض سيادة على أنفسنا بكل ما تعنيه من معاني؛ وذلك خلال المقاومة البناءة لأعراض وساوس والحاحات مرض الوسواس القهري؛
نحن نزيد من ثقتنا بأنفسنا؛ ونحس بطعم الحرية؛ ستتحسن قدرتنا لإتخاذ قرارات قمنا باختيارها بأنفسنا ؛ وذلك بفهمنا هذه الطريقة والتي نقوي أنفسنا لمحاربة مرض الوسواس القهري باستخدامها؛
وتقديرنا للتحكم الذي نحوز عليه عن طريق تدريب العقل على التغلب على الإلحاحات والاستجابات الأوتوماتيكية للأفكار والمشاعر المتطفلة نحن نحصل على إدراك عميق في الطريقة التي تمكننا من إستعادة حياتنا؛”
– المسؤولية الدينية لمريض الوسواس القهري
يتعذب مريض الوسواس كثيراً بسبب أعراض مرضه ربما أكثر من أي اضطراب نفسي آخر خاصة حين تكون وساوسه أو أفعاله القهرية متصلة بموضوعات دينية ذات حساسية خاصة؛ فمثلا تأتيه الوساوس في صورة شكوك في العقيدة أو في الرسالة أو الرسول ؛ أو تأتيه في صورة اندفاع نحو سب الذات الإلهية أو إنكار وجودها أو تخيلها في صورة لا تليق بها؛ وكثيراً ما تأتي هذه الأفكار أو التخيلات في أوقات شديدة الأهمية من الناحية الدينية كوقت أداء الصلاة أو الصيام أو أعمال الحج ؛ فتفسد على المريض إحساسه بالعبادات وخشوعه فيها ؛ وتجعله يشعر أنه لم يؤدها بشكل سليم فيعاود أداءها مرات ومرات لعله يحسنها؛ ولكن دون جدوى فيدخل في دائرة مفرغة بلا نهاية.
يتبع
د.عبدو حسين عبدالكريم
طبيب استشاري في الطب النفسي المرضي
Discussion about this post