الاضطرابات الصغرى
الدفاعات العدوانية:
تنقسم الميكانزمات الدفاعية إلى قسمين عمليين وإن كانا صناعيين إلى حد ما.
فلدينا أولا الدفاعات ذات الطبيعة العدوانية نسبياً وتشمل المشاركة الاجتماعية عادة.
والصنف الثاني يحتوي على الدفاعات الانسحابية التي تتميز بالتقهقر عن المواقف الإجتماعية .
التعويض:
هو شبه تحصيل يقام كدفاع ضدد الإتهام بالفشل في التحصيل الحقيقي .
وللتعويض
قيمتان توافقيتان ؛
فإنه كبديل للتحصيل الأصيل يحقق بطريقة غير مباشرة الدوافع التي أصابها الصد ؛
وهو فضلا عن ذلك يصرف المرء عن التفكير في قصوره ويوجه إنتباه الغير إلى ما قد حققه النشاط البديل. ومن اليسير أن نكتشف التعويض في كثير من المشكلات السلوكية لدى الأطفال.
فقد أحيل صبي لإحدى العيادات لما يسبب من إزعاج مستمر بالمدرسة ؛
ولما يثير من شعب في ملاعبها وهو فوق هذا أيضا قد سرق بعض الأشياء الصغيرة من محال تجارية قريبة وقد تبين من البحث أن هذا المظهر الخارجي في العدوان يخفي تحته اتجاها قويا من الشعور بالدونية إزاء قدراته البدنية.
فقد وقع له عدد غير مألوف من الإصابات في السنوات السابقة وفي جملتها كسر بالعظام ثلاث مرات أثناء اللعب ؛
وكان من نتيجة ذلك أن تجنب الصبيان في مثل عمره ؛
ووجدت دوافعه إلى السيادة البدنية وإلى التقدير مخرجا تعويضاً لها في الشغب أثناء الدراسة وفي إرهاب الاطفال الذين يصغرونه.
وهو بذلك قد جهد في إخفاء خوفه من الضألة بعدوان تعويضي وقد يظهر التعويضي.
وقد يظهر التعويض في صور كثيرة أخرى ؛ فإن عدم القبول الاجتماعي قدم يؤدي إلى نشوء ميكانزمات جذب الإنتباه وخصوصاً في الصغار أو السذج من الناس.
أما القصور الذهني فإن له تعويضاته النموذجية ؛
ومن قبيل المثال أن إحدى الكليات استخدمت صانعا ميكانيكا.
فأدى به وجوده المستمر في صحبة من يفوقونه علما إلى الاسراف في استعمال وسوء استعمال كلمات طويلة جدا محاولا بذلك إخفاء النقص في تعليمه المدرسي المنتظم.
وكثيرا ما يحاول الوالدان تحقيق التعويض عن طريق تحصيل أبنائهم.
فيحرضون صغارهم على إتخاذ مهن كانوا يودون أنفسهم أن يزاولوها. وكثير من الإتجاهات المسرفة في صبغها الخلقية ذات صفة تعويضية لأن المرء كثيرا ما يحاول التغلب على ما يعاني من إغراء بالدعوة العالية إلى الفضيلة المضادة.
ومن المعلوم أن مدمن الخمر بعد الاقلاع عن شربه يصبح محاضرا بارعاً في دعوة الناس إلى الامتناع عن شرب الخمر.
وليست نتائج التعويض بالسيئة دائما.
فإذا حالت ظروف لا يمكن التغلب عليها بين إنسان ما وبين التحصيل الحقيقي.
فإن التعويض عن طريق الهوايات وغيرها من صنوف الاهتمام غير المهني قد تكون خير الوسائل في تحقيق توافق معقول.
على أننا من ناحية أخرى نستطيع أن نرى دلائل التعويض في سلوك المرضى بأمراض عقلية خطيرة.
التقمص:
التقمص هو أيضا أحد الميكانزمات الدفاعية الشائعة يحاول الفرد به الوصول إلى إشباع دوافعه عن طريق المشاركة في تحصيل أشخاص آخرين أو جماعات أخرى ،؛
فالشخص في هذه الحالة يتقمص إنساناً آخر أو جماعة آخرى.
ويحدث التقمص في جميع الأعمار
وهو يترواح بين زهو الطفل بمكانة أبيه ؛
مارا خلال اطراء طالب الكلية لرئيس فريق كرة القدم بها.
حتى يصل إلى اشتراك الكبير في المحافل الماسونية والجمعيات والأحزاب السياسية.
والتقمص مصدر سوي للاشباع التوافقي ؛
ولكنه يرى أيضا في اكثر حالات عدم السواء تطرفا.
فهو من قبيل المثال أساسي في هذيانات الهوية التي يعتقد فيها المريض أنه إله أو ملك أو أنه نابليون.
د. عبدو حسين عبدالكريم
طبيب استشاري في الطب النفسي المرضي
Discussion about this post