تكملة
علاج اضطراب الوسواس القهري:
لابد لك من إستخدام علمك في ان أعراض مرض الوسواس القهري ليست إلا إشارات لا معنى لها وهي رسالات زائفة تنطق من المخ ؛ وذلك حتى تستطيع إعادة التركيز ومن ثم تنقل الغيار؛ لابد لك من أن تجمع موارد عقلك؛ مع إبقاء فكرة ” لست أنا السبب ؛ إنه مرض الوسواس القهري؛ لست أنا السبب إنه دماغي.”
صحيح أنه لا تستطيع أن تغير مشاعرك في البداية؛ ولكنك تستطيع أن تغير من سلوكك؛ وبتغيير سلوكك ستلاحظ أن مشاعرك ستتغير مع الوقت ؛ الحرب كلها تتخلص في هذه الفكرة ؛” من المتحكم هنا انت ام مرض الوسواس القهري؟”
حتى لو يغمرك وتستسلم وتستجيب للإلحاح لا بد من إدراك أنه ليس إلا مرض الوسواس القهري؛ وإتخد عهداً انك ستجاهد بضراوة في المرة القادمة.
العمل بقاعدة ال 15 دقيقة بشكل مستمر وإعادة التركيز على سلوك آخر سيفعل خطوة إعادة التقييم ؛ وهي أنك ستدرك أنه لا معنى للإهتمام بالوسواس وأن لا تأخد الإلحاح مأخذ الجد؛ متذكر أن السبب هو الوسواس القهري وأن سببه حالة مرضية ؛ والنتيجة أنك ستقيم مرض الوسواس القهري بقيمة أصغر أو أنك لن تضع أي قيمة لشعور مرض الوسواس القهري ؛ بالنسبة للوساوس لابد لك من إعادة التقييم بشكل أكثر فاعلية.
نقطتان أوليتان ستساعدناك في الخطوة الثانية وهي إعادة النسبة؛ وهما” توقع” و تقبل”؛
عندما ستخدم هاتان النقطتان إذا ستقوم بإعادة تقييم نشطة ؛ فالتوقع يعني: كن جاهزا وإعلم ان الشعور سيأتي؛ لذلك كن مستعدا له ؛ لا يأخذك الوسواس على حين غرة؛ و ” تقبل”
يعني ان لا تصرف من طاقاتك في التهجم على نفسك لأنك تفكر في هذا النوع من الافكار ؛
أنت تعلم سببها وأنت تعلم أنه لا بد لك من أن تعمل من حولها؛ فمهما كان محتوى أفكارك؛
سواء أكانت عنيفة أو جنسية او أنها تبدي نفسها بعشرات الطرق الاخرى؛ فأنت تعلم أنها من الممكن ان تأتي لك مئات المرات في اليوم الواحد؛ لا بد لك من ان تتوقف عن الإنفعال في كل مرة و كأنها فكرة جديدة أو أنها شيء لم يكن متوقعا؛ أرفض ان تجعلها تهزك في الداخل؛ وارفض ان تجعلك تتضايق من نفسك ؛ باستعدادك للوسواس بإمكانك ان تتعرف عليه في اللحظة التي يحضر إليك ؛ وبذلك يمكنك أن تعيد تسميته مباشرة؛ وفي نفس الوقت- وبشكل نشط فكريا- ستقوم بإعادة تقييم الوسواس.
عندما يأتي الوسواس ستكون جاهزاً ؛ ستكون على أتم الإستعداد وستعلم بوجوده؛ وستقول لنفسك:” إنه مجرد وسواسي الغبي؛ ليس له أي معنى؛ إنه مجرد دماغي . لا داعي للإهتمام به .” تذكر أنك لا تستطيع ان تجعل الفكرة تختفي؛ ولكن لا داعي للإهتمام بها .
بإمكانك ان تتعلم أن تستمر في طريقك للسلوك التالي؛ ولا داعي للتدقيق في تلك الفكرة.
تقدم إلى الأمام ؛ ههنا تتدخل النقطة الثانية- تقبل- فكر بجرس الإنذار في السيارة والذي يقوم بإزعاجك . لا تدقق فيه . لا تقول: ” لا أستطيع ان أفعل شيئا حتى يتوقف جرس الإنذار عن العمل ؛ ” بكل بساطة تغاضى عن الصوت وأكمل طريقك ؛ لقد تعملت في الخطوة الثانية أن الوساوس المزعجة سببها مرض الوسواس القهري؛ ولها علاقة بإختلال كيمياحيوي في المخ؛ فني نقطة التقبل- الملازمة لإعادة النسبة – ستبدأ بإدراكك لهذه الحقيقة بشكل عميق جدا؛ وربما ستبدأ بملاحظة حظة هذه الحقيقة بشكل روحي.
لا تتضايق من نفسك؛ ليس من المنطقي أن تنتقد الدواعي الداخلية لمجرد وجود خلل في المخ؛
بتقبلك للواقع أن الوساوس الملحة موجودة رغما عنك وليس بسببك سيكون بإمكانك ان تخفف من وطأة التوتر المتسببة من تكرار هذه الوساوس ؛ دائمآ أبق في رأسك الفكرة انه: ” لست انا السبب. إنه مرض الوسواس القهري ؛ لست أنا السبب أنه مجرد دماغي ؛” لا تصارع نفسك لتجعل الفكرة تغادر ؛ لأنه في المدى القصير الفكرة لن تغادر ؛ والأهم من ذلك لا تتأمل او تتخيل العواقب الوخيمة التي تأتي من العمل بوسواس سيىء ؛ أنت لن تقوم بذلك العمل لأنك في الحقيقة لا تريد ذلك .
دعك من النقد السلبي الهدام الذي تقارن فيه نفسك مع الناس الذين يفكرون بهذا النوع من الأفكار الشاذة.
يتبع
د. عبدو حسين عبدالكريم
طبيب استشاري في الطب النفسي المرضي
Discussion about this post