الإضطرابات الصغرى
الإسقاط:
قد يعزو الفرد ؛ كوسيلة دفاعية ضد ميول لا يقلبها لنفسه ؛ هذه الرغبات ذاتها إلى غيره من الناس.
فالطالب الذي يستبد به إغراء قوي للغش سيتيقن أن كل من حوله يراقبه. والإنسان الشديد الحشمة قد يكون هو نفسه في بعض الاحيان مشغولاً بمكافحة دوافع جنسية يعدها غير لائقة ومن ثم يرى الفحش في كل كتاب وفي كل تمثيلية مسرحية. وإن ميل الانسان إلى الحساسية المسرفة بصدد مالديه من ضعف وإلى رؤية هذا الضعف في غيره دون تحفظ وحذر لهو سعة توافقية بشرية عامة.
ولكنه أيضآ صفة مميزة لبعض الهذيات ؛ كهذيات الاضطهاد.
فإذا كان أحد مرضى العقل يقمع ميلا للتخلص من أسرته كان من اليسير ان ينتقل الى الاعتقاد بأنهم يحاولون دس السم له.
التبرير:
التبرير بالنسبة للتفكير كالتعويض بالنسبة للسلوك ؛ والشخص الذي يلجأ إلى التبرير يدلي بأسباب (وجيهة)
لكي يسوغ بها أفعالا يعتقد دونيتها ؛
او لكي يعتذر بها عن قصوره.
والتبرير السوئ يتمثل في الاعذار التي تنتحل عقب الرسوب في الامتحان؛
او عند تأنيب الرئيس في عمل او عقب الهزيمة في مباراة التنس.
فإنه لما يعزى كثيرا في مثل هذه المواقف ان يعتقد المرء ان الممتحن كان غير منصف او ان الخطأ الذي استدعى التانيب ارتكبه شخص اخر او ان المضرب كان محتاجا إلى الإصلاح.
وإن عادة التبرير لفظا وفكرا لتفسير كل فشل لوثيقة الصلة بتركيب كثير من الهذيانات. فإن المريض الذي يعتقد انه مسجون حتى يتسنى لغيره الحصول على ثروته سيتجنب الضيق من إدراك إنهياره العقلي.
الدفاعات الانسحابية:
يمثل الانسحاب البسيط او الانعزال لونا آخر من السلوك الدفاعي مختلفا نوعا من عما يسبقه.
فالشخص الذي يلقى الصد في توافقه الاجتماعي قد يتصرف عن محاولة التوافق اجتماعياً.
ويتجنب المنبهات التي تسبب المشقة.
والأفراد المنعزلون يتجنبون مصاحبة الناس ويؤثرون وسائل التسلية المنفردة على تلك التي تتضمن المباراة ؛
كما يؤثرون مشاهدة غيرهم على مشاركتهم في نشاطهم.
وهذا الرجع توافقي لان الشخص الذي لا يحاول التوافق الاجتماعي لن يخبر الم الفشل.
ويكاد جميع الناس الذين يلقون الإحباط الاجتماعي يحاولون التوافق الانسحابي ولكن هذا كثيرا ما يكون بالتبادل مع التوافقات الأكثر عدوانية.
والوضع النموذجي للشخص السيىء التوافق اجتماعياً ان يكون خجولا معتزلا آنا ومعتديا من قبيل التعويض آنا آخر مع تقلب واضح بين الحالتين
وينتج الانعزال المسرف عادة عن خوف قوي من الموافق الإجتماعية سبق إكتسابه أو عن الصد المستمر للمحاولات الإيجابية في سبيل التوافق معها .
ويكشف تاريخ كثير من الاطفال المتهيبين عن معاملة فظة من الوالدين او مطالب ألقيت عليهم وكان تحقيقها فوق وسعهم.
فإذا كان النظام من الصرامة بحيث يقمع التوافقات التعويضية فلن يكون امام الطفل إلا ان ينسحب.
وهذا احد اخطاء النظام القامع الذي يستأصل التوافقات غير المرغوب فيها دون ان يزود المرء بالوسائل الإيجابية لإشباع الدوافع.
وتعد الدفاعات الانسحابية عادة أكثر خطراً من الانواع العدوانية.
فإنها أعسر كشفا وأقل إثارة للانتباه الإيجابي لانها تمثل السلوك الهادىء المنتظم الذي لا يضيق به الوالدان او المدرسون ؛
كما انها أيضآ اشق تعديلا لان الشخص فيها يكون أقل نشاطاً في السعي الى التوافق.
وأكثر الأمراض العقلية الخطيرة إنتشاراً الخبل المبكر وهو يتميز أيضآ بالانسحاب المسرف.
وقد يرجع هذا المرض إلى حد ما الى عوامل فسيولوجية.
ولكن يوجد لدى مرضى الخبل المبكر تاريخ من الانعزال السابق.
د.عبدو حسين عبدالكريم
طبيب استشاري في الطب النفسي المرضي
Discussion about this post