في عالمٍ يضج بالأفكار منها المنسجم ومنها المتناحر، تظهر أثناء الحوار عدة مغالطات منطقية تهدف إلى الهجوم والصراع عن طريق المبالغة أو التحريف أو تلفيق حجة مختلفة تماما عن التي تم طرحها في المقام الأول، والمغالطة المنطقية هي حجة يمكن دحضها من خلال التفكير والاستنتاج بخلاف الحجج التي يمكن دحضها بالحقائق، فأن تكون المغالطة منطقية أي أن بها عيبًا منطقيًا أو أنها حجة مخادعة بشكل أو بآخر.
هنالك الكثير من المغالطات المنطقية كمغالطة الاحتكام إلى القديم أو مغالطة الاحتكام إلى المنشأ أو مغالطة التعميم وما إلى هنالك، لكن من أشهر المغالطات المنطقية مغالطة تدعى بـ “مغالطة رجل القش”، وهذا اسلوب دفاعي هجومي يذهب به من يحاورك إلى تغيير فكرتك المطروحة للنقاش ويعمل على تشويهها، وهو بذلك يدافع عن رفضه لفكرتك بالتشويه وصنع فكرة جديدة لم تطرحها أنت ولم تقترب منها ثم يبدأ بمهاجمة الفكرة المستنسخة المشوهة التي صنعها بنفسه ليبعد النقاش عن الفكرة الأصلية، وبذلك يكون قد خلق وهم الانتصار عليك أو وهم يدعى “أنا دائما على صواب”.
وبصياغة أكثر سهولة، مغالطة رجل القش هي إعادة صياغة الحجة لجعلها أضعف وذلك يكون بترك صلب الموضوع وافتراء معلومات غير صحيحة ثم مهاجمة تلك المعلومات وحينها يشعر صاحب الحجة الأصلية أن الهجوم يقع عليه هو شخصيا.
وكمثال على ذلك..
– الموظف: “أريد أن أضيف جدول الحوافز على عقد العمل”.
– المدير : “أنت تحقر من شركتنا وتصفها بعدم الأمانة”.
وبذلك يرى الموظف نفسه مضطرا للدفاع عن فكرة لم يتطرق إليها، ويبدأ المدير بالهجوم على حجة هو من افتراها ليشوّه الفكرة الأصلية.
وكي نتعامل مع هذه المغالطة كما يجب، علينا أن نتجاهلها ونتمسك بحجتنا الأصلية ونكمل حديثنا بشكل طبيعي، ويمكننا في بعض الأحيان أن نقبل برجل القش “أي الحجة المشوهة” ونناقشها لكننا قد نجد العودة إلى الحجة الأصلية أمرا صعبا، وقد يكون الحل بأن نطلب تبرير لطرح الحجة المشوهة وسبب ربطها بما قلناه نحن.
وبعد أن تعرفنا على مغالطة رجل القش وابتكار حجج زائفة فقط لنشعر بوهم الانتصار، ماذا لو كنا نحن من يصنع فزاعات فكرية داخل رؤوسنا حين نتطرق لأفكار جديدة ، وذلك فقط لنعيش وهم أننا لا نخطئ أبدا وأننا دائما على صواب؟..
Discussion about this post