بين الحين والآخر تظهر لنا وبشكل لافت مادة معينة يتم الترويج لها بكل السبل الممكنة لتحتل المكانة الأولى بين السلع المتواجدة في آنه، فإن كانت السلعة غذائية على سبيل المثال يتم تصويرها بطرق فنية تزيد من جمالها وتكسبها بريقا غالبا لا نراه بعد الشراء.
ومن هذه السلع أو المواد أطل علينا الشاي الأخضر فأذاب الشحوم وحارب السمنة و عدّل الضغط وقتل الشيخوخة وساعد على التركيز وحسّن الذاكرة وحافظ على صحة الأسنان وربما شارك بفكرة الخلود التي يلهث وراءها الإنسان الفاني، ولا بد أن يظهر من يقدم لنا هذه المعلومات الغنية بلباس الأطباء حتى إن لم يكن طبيبا ليعطي انطباعا أننا داخل عيادة أو مركز صحي فتزيد ثقتنا به وبما يقول.
وبالتأكيد ستبدأ الفئة المثقفة باتباع ما يقوله ممثل الإعلانات ذو الرداء الأبيض لتلحق بها الفئات الأخرى ولا أقصد أننا نقلد دون فهم أو استفهام كالقردة “لا سمح الله”، لكني أقول أنه من الأفضل التحري عما سيدخل أجسادنا ويشارك بصنعها، فهل تعلم عزيزي القارئ أن للشاي الأخضر كما لغيره بالتأكيد فوائد ومضار لكنك من أحب لبس النظارات الوردية ليرى الفوائد فقط ويتجاهل ما يسببه كالصداع واضطراب الجهاز الهضمي وفقر الدم ونقص الحديد وتلف الكبد وهشاشة العظام ويؤثر سلبا على الخصوبة، وكل من الفوائد أو المضار يعود لكيفية استهلاكك له ولطبيعة جسمك وما تعانيه من أمراض وحساسيات.
المشكلة ليست في الشاي ولا في لونه الأخضر، بل في جرينا وراء البندول أو الترند أو الصيحة الجديدة دون محاولة التعرف عليها وطرح الاسئلة حولها ومناقشتها ومعرفة الإيجابيات والسلبيات ومقارنتها مع غيرها من الصيحات التي بُحَّ صوتها مع أنها كانت تصيح كديك الصباح الفصيح.
كل ما نحب أن نروج له نقول عنه أنه أ حدث “ثورة” في العالم فحذاري من الثورات وما يعقبها، وحذاري من الصيحات والتريندات دون دراسة وفهم وعلم، قد يكون كوبك الأخضر هو كتاب تقرأه أو فكرة تكررها أو معتقد لديك يسحب منك صحتك وأنت بكل طواعية تقدم له نفسك قربانا من قرابين الاستهلاك وتعتقد أنك أنت من يشربه.
د.غفران جميل
نائب رئيس التحرير
Discussion about this post