علاج اضطراب الوسواس القهري
قاعدة ال 15دقيقة :
تكلمة
ولا بد لك أن تدرك بوعي أنك تعيد تسمية هذه المشاعر على أنها مرض الوسواس القهري ؛ وإعادة نسبتها إلى خلل كيميا حيوي في المخ ؛ فمرص الوسواس القهري هو السبب في هذه المشاعر؛
وهو ليس كما يبدو ؛ إنه رسالات رائعة تأتي من المخ؛ بعد ذلك قم بسلوك آخر ؛ بإمكانك القيام بأي سلوك ممتع وبناء ؛ بعد إنتهاء مدة الإنتظار أعد تقييم الإلحاح ؛ وأسأل نفسك إن كان هناك أي تغيير في حدتها وسجل ذهنياً أي تغيير فإن أي تغيير سيعطيك الشجاعة للانتظار مدة أطول ؛ ستتعلم أنه كلما كانت مدة انتظارك أطول كلما سيتغير الإلحاح ؛ الهدف سيكون دائما 15 دقيقة أو اكثر؛
وكلما تمرنت ستلاحظ أن نفس الجهد الذي تبذله سيضعف من الحدة بشكل اكبر؛ عموما كلما جربت قاعدة ال 15 دقيقة كلما اصبحت العملية أسهل؛ بعد فترة بسيطة ربما ستغير المدة إلى 20 دقيقة أو 30 دقيقة أو أكثر من ذلك . التأثير يأتي مما تفعله ؛ من المهم جدا أن تغير من انتباهك بعيدا عن الوسواس أو الإلحاح إلى نشاط معقول ؛ لا تنتظر أن يختفي الوسواس أو الشعور ؛ لا تتوقع أن تغادر الأفكار لحظيا ؛ والأهم من ذلك أن لا تفعل ما يطلبه منك مرض الوسواس القهري ؛ بدلا من ذلك أبدا بأي نشاط بناء انت تختاره لنفسك ؛ ستلاحظ أن إقامة فترة زمنية بين بداية الإلحاح وبين حتى التفكير في الاستجابة سيخفف من الرغبة الملحة وسيغيرها . والأهم من ذلك أنه حتى لو لم يتغير الإلحاح حتى ولو بشكل بسيط ( كما يحدث في بعض الأحيان) ستتعلم أن لديك بعض التحكم في ردود فعلك لهذه الرسائل الزائفة من دماغك.
هذه الممارسة من الادارك الواعي والمراقبة الحيادية ستعطيك القوة ؛ خصوصا بعد سنوات من الإحساس انك تحت السيطرة قوة غريبة لا يمكن تفسيرها ؛ الهدف البعيد المدى بين إعادة التركيز هو – طبعاً- أن لا تستجيب للإلحاح أو لمرض الوسواس القهري- ولكن الهدف الأولي هو أن تفرض فترة زمنية قبل أن تقوم بعادة ملحة؛ وان تتعلم أن لا تدع مشاعر مرض الوسواس القهري يحدد ما تفعله ستكون الالحاحات هذه قوية جداً في بعض الأحيان؛
وربما ستستجيب لها؛ هذه الاستجابة ليست دعوة لكي تنهزم ؛ أدرك أنك كلما طبقت الخطوات الأربع كلما تغيرت أفكارك ومشاعرك ؛ وإذا استسلمت واستجبت للإلحاح بعد فترة وجيزة وأنت في مرحلة إعادة التركيز ؛ فإعمل بجهد خاص لإعادة تسمية السلوك هذا وأدرك أن في هذه المرة غمرك مرض الوسواس القهري ؛ ذكر نفسك أنه” أنا لم اغسل يداي لأنها وسخة؛ ولكن غسلتها بسبب مرض الوسواس القهري؛ لقد تغلب علي مرض الوسواس القهري في هذه الجولة؛
ولكن في المرة القادمة سأنتظر مدة أطول ؛” وبهذه الطريقة يمكن الاستفاده من ذات الإستجابة لاحتوائها على علاج سلوكي؛ من المهم جدا ادارك هذه الحقيقة ؛ إعادة تسمية هذا الإلحاح على أنه إلحاح يعتبر نوع من العلاج السلوكي؛ وهو أفضل بكثير من الاستجابة للالحاح من غير أن تقوم بتسجيل فكرة ذهنية عن ماهيتها .
سأقول للذين يقومون بعادة التأكيد نقطة مساعدة؛ فمثلا التأكد من الاقفال أو الأفران أو أجهزة أخرى؛ إذا كانت مشكلتك أنك تتأكد من قفل الباب؛ إقفل الباب مع الادارك الواعي والاعتناء الشديد في ملاحظة القفل في المرة الأولى؛ بهذه الطريقة ستكون لديك صورة ذهنية كمرجع عندما تبدأ الوساوس في الظهور ؛ لأنك تتوقع أن الوسواس سيظهر فيك فقم بقفل الباب بطريقة بطيئة ومدروسة وقم بتسجيل عملية القفل في الذهن؛ على سبيل المثال قل لنفسك :” الباب الآن مقفل ؛” هذا مجرد وسواس ؛ إنه مرض الوسواس القهري ؛
” ستقوم بإعادة تسمية لهذه الحدة والتطفل ولهذا الإلحاح للتأكد مرة اخرى ولمرض الوسواس القهري؛ ستتذكر أنه: ” لست أنا السبب؛ إنه مرض الوسواس القهري ؛ إنه مجرد دماغي؛” ستعيد التركيز؛ وستبدأ بالإلتفاف حوالي إلحاحات مرض الوسواس القهري وذلك عن طريق قيامك بسلوك آخر؛ وباستخدامك لصورة ذهنية جاهزة لقفلك للباب- ولأنك فعلت ذلك بانتباه شديد واهتمام في المرة الأولى – بإمكانك إستخدام هذا العلم لمساعدتك على إعادة انتباهك على سلوك آخر بشكل عملي.
د.عبدو حسين عبد الكريم
طبيب استشاري في الطب النفسي المرضي
Discussion about this post