علم النفس المرضي
علاج اضطراب الوسواس القهري
– الاحتفاظ بدفتر يومي:
من المهم الإحتفاظ بدفتر العلاج السلوكي كسجل لنجاحات إعادة؛ لا يحتاج أن يكون الدفتر مبهرجا . الفكرة هي ان يكون لديك سجل مكتوب ليذكرك بنجاحاتك في العلاج السلوكي الذاتي؛
الدفتر مهم لأنك ستعود له لترى أي العادات التي ساعدتك في إعادة تركيزك بشكل أكبر ؛ ولكن _ وهذا يشكل نفس الدرجة من الأهمية – سيساعدك الدفتر لبناء ثقتك بنفسك حينما ترى ان عدد إنجازاتك تزداد.
ليس من السهل تذكر أي العادات نحتاج الى التركيز عليها في حرارة الحرب ضدد عادة قهرية؛ الاحتفاظ بدفتر سيساعدك لتبديل الغيار عندما يكون الإلحاح في اشده او حينما تسخن الوساوس أو الإلحاحات ؛ وسيمرن عقلك على تذكر ما نجح معك في الماضي ؛ وكلما كبرت قائمة نجاحاتك سيعطيك ذلك حافزا روحيا؛ سجل فقط نجاحاتك – لاحاجة لك لتسجيل إخفاقك ؛ ولا بد لك أن تتعلم تشجيع نفسك؛ هذا الشيء يحتاج أن يتعلم أن يعمل به المصابين بمرض الوسواس القهري بشكل اكبر ؛ تأكد من أن تشجع نفسك؛ وذلك عند طريق إدراكك بشكل واع لنجاحك في إستخدام عادات لإعادة التركيز وعلى أنها عمليات أتمت بشكل ممتاز؛ إدعم هذا النجاح بتسجليه في دفتر العلاج السلوكي اليومي؛ وأعط نفسك جائزة حتى لو كانت هذه الجائزة القول لنفسك كم أنت رائع لعملك الدؤوب لمساعدة نفسك. الكثير من الناس يكتشفون أن حتى أبسط الأمور- كتسجيل عادة في إعادة التركيز وتسميتها:” نجاح اليوم” – يساهم بشكل أكيد في تقوية ثقتهم في نفسهم.
– الخطوة الرابعة: إعادة التقييم:
الهدف من الخطوات الثلاث المتقدمة هو إستخدام عملك بمرض الوسواس القهري كحالة مرضية سببها خلل كيميا حيوي في المخ – لمساعدتك في التوضيح ان هذا الشعور ليس كما يبدو ولأن ترفض أن تأخد الوساوس والإلحاحات مأخذ الجد ؛ ولكي تتجنب القيام بالطقوس الإضطراية ؛ ولكي تركز على عادة بناءة . بإمكانك فهم خطوتا إعادة التسمية وإعادة النسبة على انهما مجهود جماعي يعمل صفا الى صف مع إعادة التركيز؛ مجموع الجهود في الخطوات الثلات هذه هو أكثر من عملها كل على انفراد ؛ عمليتا إعادة التسمية وإعادة النسبة يزيدان من كثافة التعلم أثناء الجهد المبذول في عملية التركيز؛ ونتيجة لذلك ستبدأ بعادة تقييم هذه الوساوس والإلحاحات على أنها – وقبل العلاج السلوكي- كانت وبلا تردد تدفعك إلى القيام بعادات قهرية؛ ولكن بعد ممارسة ملائمة للخطوات الثلاث السابقة ستكون قادرا مع الوقت لأن تعطي قيمة أصغر بكثير لوساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري. لقد قمنا بإستخدام مفهوم المراقب الحيادي والذي أسس فكرته فيلسوف القرن الثامن عشر آدم سميث؛
حتى تفهم بصورة واضحة ما تفعله عند قيامك بالخطوات الأربع ( في العلاج السلو حيوي الإدراكي) قام السيد سميث بوصف المراقب المحايد على أنه شخص بداخلنا ونحمله معنا في كل وقت . وهو شخص عالم بكل مشاعرنا وحالاتنا و ظروفنا ؛ كلما قمنا بتقوية وجهة نظر المراقب المحايد أمكننا أن نقوم بمناداته في أي وقت شئنا ؛ وب بذلك نستطيع أن نرى أنفسنا عند قيامنا بتصرف ما؛ أي نستطيع ان نرى تصرفاتنا ومشاعرنا وكأننا شخص ليس له دخل في الموضوع ؛ وكأنه شخص مراقب لا يهمه ما يحدث؛ كما وصفه السيد سميث. سنفرض أنفسنا كمراقبين لتصرفاتنا الشخصية ؛ فهم السيد سميث ان إبقاء وجهة نظر المراقب المحايد في العقل بشكل واضح- وهو نفس فكرة الإدراك الواعي- يتطلب مجهود كبير؛ خصوصا في ظل ظروف مؤلمة ؛ ويتطلب كما قال : ” جهد مضني كلي.” الجهد الكبير الذي كتب عنه له علاقة بالجهد المركز الذي لابد أن تقوم به في الخطوات الأربع ؛ لابد للمصابين بمرض الوسواس القهري ان يجهدوا انفسهم في العمل لإدارة الوساوس التي سببها البيولوجيا والتي تتطفل في العقل ؛ لابد لك من العمل للوصول إلى وعي المراقب المحايد؛
او النفس المراقبة من الداخل ؛ والتي تعطيك الطاقة لدفع الرغبات المخلة المرضية إلى ان تبدأ بالذبول؛
يتبع:
د. عبدو حسين عبدالكريم
طبيب استشاري في الطب النفسي المرضي
Discussion about this post